ا
مدينة استريموس البرتغالية في فترة بسيطة استضافت أول مؤتمر عالمي للبحث في فوائد القيلولة (أو نومة مابعد الظهر) .. وما بدا لي أن البحث في هذا الموضوع حسم قبل بدايته كون المؤتمر أعطى المشاركين فرصة أخذ "قيلولة قصيرة" قبل استئناف الاجتماعات مجددا !!
وتم اختيار البرتغال - ومدينة استريموس بالذات - بسبب التزام سكانها المعروف بالنوم لفترة قصيرة بعد الظهر .. وقد تبارى المشاركون في إبراز محاسن هذه العادة وتأثيرها الحميد على الجسم والروح وعلاقات الناس الاجتماعية .. ومن الكلمات التي لفتت انتباهي قول أحد الأطباء إن الانسان خلق لينام مرتين (ودليل ذلك عجزه عن مواصلة اليوم بكامل نشاطه دون أخذ غفوة بعد الظهر) .. كما طُرحت أبحاث تؤكد تأثير القيلولة الحميد (التي لا يجب أن تزيد على ساعة في النهار) على الأعصاب والذاكرة والبشرة .. وحموضة المعدة !!!
... ويأتي هذا المؤتمر ضمن حملة للدفاع عن نمط "شرق أوسطي" بدأ ينحسر أمام النمط الأوروبي الشمالي في الحياة والعمل .. فالشعوب الشمالية في أوروبا والقارة الأمريكية ما تزال تسخر من تعلق الشعوب العربية والجنوبية بنومة الظهر وترى فيها كسلا وتخاذلا (ولا يتفهمون تأثير المناخ الحار ودوره في هذه العادة) .. أما الشعوب اللاتينية (في جنوب أوروبا والقارة الأمريكية) فتشترك معنا في هذه الممارسة وتسمي نومة القيلولة "السيستا" وتعتبرها حقا من حقوق المواطن والموظف.
واليوم أثبتت الأبحاث أهمية القيلولة في تصفية الذهن وتجديد النشاط وتنفيس ضغوط العمل . فحين يعمل الإنسان بشكل متواصل - من الصباح للمساء - يقل تركيزه وتكثر أخطاؤه وتنخفض كفاءته .. وهذه السلبيات - التي جربها الجميع - يمكن تلافيها بأخذ غفوة صغيرة في مقر العمل .. وكانت شركات الطيران قد عمدت منذ فترة طويلة الى تشجيع طياريها على النوم لفترة محسوبة خلال الرحلات الطويلة . فقد لاحظت أن معظم الكوارث تتم أثناء هبوط الطائرة بسبب سهر "الكابتن" أثناء الرحلة .. ولنفس السبب يتم تدريب الطيارين العسكريين على النوم في وضع منتصب أثناء الرحلات الطويلة وترك مهمة المراقبة والتوجيه للقاعدة العسكرية حتى تصل الطائرة لأهدافها المطلوبة !!
واليوم بدأ كثير من الشركات يتساهل في مسألة الغفوة القصيرة لتحسين أداء الموظفين والعمال .. كما بدأ كثير منها يقتنع بالدراسات التي تؤكد أن أخذ غفوة قصيرة يزيد من انتاجية العامل بنسبة 30% ويقظته بنسبة 100% . وبلغت القناعة بشركات مثل نايكي وانتل و CIC أن صنعت أكشاكا للنوم توقظ الموظف تلقائيا بعد نصف ساعة من إغلاق الباب .. أما وزارة الصحة في اليابان فأعلنت صراحة أن الحل الوحيد للحد من نسبة الوفيات والانتحار (بسبب ضغوط العمل) يكمن في أخذ إجازات أكثر .. والسماح للموظفين بالنوم لمدة ساعة فوق مكاتبهم !
ورغم أنني شخصيا محروم من القيلولة (التي تظل في النهاية خيارا شخصيا) إلا أنني مؤمن بفوائدها الصحية وتأثيرها الذهني الحميد .. فهي تعيد للجسم حيويته وللذهن حدته وتعطي الإنسان طاقة إضافية لتمضية يومه بنشاط وحيوية .. أما اعتراضي الوحيد فهو (إفراطنا فيها) وانتقالها من مرحلة النعاس والغفوة إلى النوم لساعات متواصلة - وبالتالي تشويه جدولنا اليومي والوظيفي وسهرنا ليلا الى وقت متأخر- !!
... وفي الحقيقة يكفي النعاس فضلا ذكره في القرآن كهبة إلهية منحت السكينة والأمان لجيش المسلمين في بدر : (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ
هل تعلم اننا خلقنا لننام مرتين ؟..ولكن متي ولماذا ؟؟
هل تعلم اننا خلقنا لننام مرتين ؟..ولكن متي ولماذا ؟؟ مدينة استريموس البرتغالية في فترة بسيطة استضافت أول مؤتمر عالمي للبحث في فوائد... |
هل تعلم اننا خلقنا لننام مرتين ؟..ولكن متي ولماذا ؟؟
مدينة استريموس البرتغالية في فترة بسيطة استضافت أول مؤتمر عالمي للبحث في فوائد القيلولة (أو نومة مابعد الظهر) .. وما بدا لي أن البحث في هذا الموضوع حسم قبل بدايته كون المؤتمر أعطى المشاركين فرصة أخذ "قيلولة قصيرة" قبل استئناف الاجتماعات مجددا !!
وتم اختيار البرتغال - ومدينة استريموس بالذات - بسبب التزام سكانها المعروف بالنوم لفترة قصيرة بعد الظهر .. وقد تبارى المشاركون في إبراز محاسن هذه العادة وتأثيرها الحميد على الجسم والروح وعلاقات الناس الاجتماعية .. ومن الكلمات التي لفتت انتباهي قول أحد الأطباء إن الانسان خلق لينام مرتين (ودليل ذلك عجزه عن مواصلة اليوم بكامل نشاطه دون أخذ غفوة بعد الظهر) .. كما طُرحت أبحاث تؤكد تأثير القيلولة الحميد (التي لا يجب أن تزيد على ساعة في النهار) على الأعصاب والذاكرة والبشرة .. وحموضة المعدة !!!
... ويأتي هذا المؤتمر ضمن حملة للدفاع عن نمط "شرق أوسطي" بدأ ينحسر أمام النمط الأوروبي الشمالي في الحياة والعمل .. فالشعوب الشمالية في أوروبا والقارة الأمريكية ما تزال تسخر من تعلق الشعوب العربية والجنوبية بنومة الظهر وترى فيها كسلا وتخاذلا (ولا يتفهمون تأثير المناخ الحار ودوره في هذه العادة) .. أما الشعوب اللاتينية (في جنوب أوروبا والقارة الأمريكية) فتشترك معنا في هذه الممارسة وتسمي نومة القيلولة "السيستا" وتعتبرها حقا من حقوق المواطن والموظف.
واليوم أثبتت الأبحاث أهمية القيلولة في تصفية الذهن وتجديد النشاط وتنفيس ضغوط العمل . فحين يعمل الإنسان بشكل متواصل - من الصباح للمساء - يقل تركيزه وتكثر أخطاؤه وتنخفض كفاءته .. وهذه السلبيات - التي جربها الجميع - يمكن تلافيها بأخذ غفوة صغيرة في مقر العمل .. وكانت شركات الطيران قد عمدت منذ فترة طويلة الى تشجيع طياريها على النوم لفترة محسوبة خلال الرحلات الطويلة . فقد لاحظت أن معظم الكوارث تتم أثناء هبوط الطائرة بسبب سهر "الكابتن" أثناء الرحلة .. ولنفس السبب يتم تدريب الطيارين العسكريين على النوم في وضع منتصب أثناء الرحلات الطويلة وترك مهمة المراقبة والتوجيه للقاعدة العسكرية حتى تصل الطائرة لأهدافها المطلوبة !!
واليوم بدأ كثير من الشركات يتساهل في مسألة الغفوة القصيرة لتحسين أداء الموظفين والعمال .. كما بدأ كثير منها يقتنع بالدراسات التي تؤكد أن أخذ غفوة قصيرة يزيد من انتاجية العامل بنسبة 30% ويقظته بنسبة 100% . وبلغت القناعة بشركات مثل نايكي وانتل و CIC أن صنعت أكشاكا للنوم توقظ الموظف تلقائيا بعد نصف ساعة من إغلاق الباب .. أما وزارة الصحة في اليابان فأعلنت صراحة أن الحل الوحيد للحد من نسبة الوفيات والانتحار (بسبب ضغوط العمل) يكمن في أخذ إجازات أكثر .. والسماح للموظفين بالنوم لمدة ساعة فوق مكاتبهم !
ورغم أنني شخصيا محروم من القيلولة (التي تظل في النهاية خيارا شخصيا) إلا أنني مؤمن بفوائدها الصحية وتأثيرها الذهني الحميد .. فهي تعيد للجسم حيويته وللذهن حدته وتعطي الإنسان طاقة إضافية لتمضية يومه بنشاط وحيوية .. أما اعتراضي الوحيد فهو (إفراطنا فيها) وانتقالها من مرحلة النعاس والغفوة إلى النوم لساعات متواصلة - وبالتالي تشويه جدولنا اليومي والوظيفي وسهرنا ليلا الى وقت متأخر- !!
... وفي الحقيقة يكفي النعاس فضلا ذكره في القرآن كهبة إلهية منحت السكينة والأمان لجيش المسلمين في بدر : (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ